السبت، 30 أكتوبر 2010

لا





في أحد أمسيات شهر ديسمبر عام 1955 الباردة جمعت (روزا باركس) ذات البشرة السمراء والتي تعمل خياطة حاجياتها وتجهزت للعودة إلى بيتها بعد يوم من العمل الشاق المضني ، مشت روزا في الشارع تحتضن حقيبتها مستمدة منها بعض الدفء اللذيذ .



التفتت يمنة ويسرة ثم عبرت الطريق ووقفت تنتظر الحافلة كي تقلها إلى وجهتها ، وأثناء وقوفها الذي استمر لدقائق عشر كانت (روزا) تشاهد في ألم منظر مألوف في أمريكا آنذاك ، وهو قيام الرجل الأسود من كرسيه ليجلس مكانه رجل أبيض ! .



لم يكن هذا السلوك وقتها نابعا من روح أخوية ، أو لمسة حضارية ، بل لأن القانون الأمريكي آنذاك كان يمنع منعا باتا جلوس الرجل الأسود وسيده الأبيض واقف .

حتى وإن كانت الجالسة امرأة سوداء عجوز وكان الواقف شاب أبيض في عنفوان شبابه ، فتك مخالفة تُغرم عليها المرأة العجوز !! .

وكان مشهورا وقتها أن تجد لوحة معلقة على باب أحد المحال التجارية أو المطاعم مكتوب عليها ( ممنوع دخول القطط والكلاب والرجل الأسود) !!! .

كل تلك الممارسات العنصرية كانت تصيب (روزا) بحالة من الحزن والألم .. والغضب .

فإلى متى يعاملوا على أنهم هم الدون والأقل مكانة ...

لماذا يُحقرون ويُزدرون ويكونوا دائما في آخر الصفوف ، ويصنفوا سواء بسواء مع الحيوانات .

وعندما وقفت الحافلة استقلتها (روزا) وقد أبرمت في صدرها أمرا .





قلبت بصرها يمنة ويسرة فما أن وجدت مقعدا خاليا إلا وارتمت عليه وقد ضمت حقيبتها إلى صدرها وجلست تراقب الطريق الذي تأكله الحافلة في هدوء .



إلى أن جاءت المحطة التالية ، وصعد الركاب وإذ بالحافلة ممتلئة ، وبهدوء اتجه رجل ابيض إلى حيث تجلس (روزا) منتظرا أن تفسح له المجال ، لكنها ويا للعجب نظرت له في لامبالاة وعادات لتطالع الطريق مرة أخرى !!!.



ثارت ثائرة الرجل الأبيض ، واخذ الركاب البيض في سب (روزا) والتوعد لها إن لم تقم من فورها وتجلس الرجل الأبيض الواقف .





لكنها أبت وأصرت على موقفها ، فما كان من سائق الحافلة أمام هذا الخرق الواضح للقانون إلا أن يتجه مباشرة إلى الشرطة كي تحقق مع تلك المرأة السوداء التي أزعجت السادة البيض !!! .



وبالفعل تم التحقيق معها وتغريمها 15 دولار ، نظير تعديها على حقوق الغير !! .

وهنا انطلقت الشرارة في سماء أمريكا ، ثارت ثائرة السود بجميع الولايات ، وقرروا مقاطعة وسائل المواصلات ، والمطالبة بحقوقهم كبشر لهم حق الحياة والمعاملة الكريمة .

استمرت حالة الغليان مدة كبيرة ، امتدت لـ 381 يوما ، وأصابت أمريكا بصداع مزمن .

وفي النهاية خرجت المحكمة بحكمها الذي نصر روزا باركس في محنتها. وتم إلغاء ذلك العرف الجائر وكثير من الأعراف والقوانين العنصرية .





وفي 27 أكتوبر من عام 2001، بعد مرور 46 سنة على هذا الحادث ، تم إحياء ذكرى الحادثة في التاريخ الأمريكي، حيث أعلن السيد ستيف هامب، مدير متحف هنري فورد في مدينة ديربورن في ميتشيغن عن شراء الحافلة القديمة المهترئة من موديل الأربعينات التي وقعت فيها حادثة السيدة روزا باركس التي قدحت الزناد الذي دفع حركة الحقوق المدنية في أمريكا للاستيقاظ، بحيث تعدَّل وضع السود.







وقد تم شراء الحافلة بمبلغ 492 ألف دولار أمريكي.

و بعد أن بلغت روزا باركس الثمانين من العمر، تذكر في كتاب صدر لها لاحقاً بعنوان القوة الهادئة عام 1994 بعضا مما اعتمل في مشاعرها آنذاك فتقول : «في ذلك اليوم تذكرت أجدادي وآبائي، والتجأت إلى الله ، فأعطاني القوة التي يمنحها للمستضعفين.»







و في 24 أكتوبر عام 2005 احتشد الآلاف من المشيعين الذين تجمعوا للمشاركة في جنازة روزا باركس رائدة الحقوق المدنية الامريكية التي توفيت عن عمر يناهز 92 عاما.

يوم بكى فيه الآلاف وحضره رؤساء دول ونكس فيه علم أمريكا، وتم تكريمها بأن رقد جثمانها

بأحد مباني الكونجرس منذ وفاتها حتى دفنها وهو إجراء تكريمي لا يحظى به سوى الرؤساء والوجوه البارزة.

ولم يحظ بهذا الإجراء سوى 30 شخصا منذ عام 1852، ولم يكن منهم امرأة واحدة.

ماتت وعلى صدرها أعلى الأوسمة ، فقد حصلت على الوسام الرئاسي للحرية عام 1996، والوسام الذهبي للكونجرس عام 1999، وهو أعلى تكريم مدني في البلاد .

وفوق هذا وسام الحرية الذي أهدته لكل بني جنسها عبر كلمة (لا ) ..

أشهر ( لا) في تاريخ أمريكا ..



كل حدث تاريخي جلل .. وكل موقف كبير مشرف ، كان وراءه شخصية مبادرة تؤمن بقدرتها على قهر ما اصطلح الناس على تسميته بـ ( المستحيل ) ! .

فكيف يصبح المرء منا شخصية مبادرة ؟

كيف يمكن أن نصنع بأيدنا العالم الذي نحيا فيه ؟

*

المرجع | (العادات الخمس للمرأة الناجحة)


كبت الغضب

نزل من بيته صباحاً ذاهبا إلى العمل كالمعتاد. قبل خروجه اصطدمت قدماه بقمامة الجيران!
كتم غضبه من الجيران وعمال النظافة لأنه كان في عجله من أمره.. ركب سيارته في الشوارع

المزدحمة والجو الخانق فاستغرق الطريق ساعة كاملة، وصل بعدها إلى عمله متأخراً
ومنهكاً...
لم يستطع ان يتمالك أعصابه عندما وبخه المدير على تأخره وإهماله الذي يتسبب في
الخسارة للشركة، فانفجر غاضباً وانتابته حالة هياج عارمة، وكانت النتيجة المتوقعة..."أنت مطـرود"

الكوب بداخلك

تخيل معي أن بداخل كل شخص منا كوب فارغ، فكلما حدث شيء يغضبك يبدأ هذا الكوب
في الامتلاء. هذا بالضبط ما حدث في يوم هذا الشخص التعس، حيث أخذ الغضب يتراكم
بداخله وكوبه يمتلئ حتى سال على الأرض، التي قد تكون مقعد تركله برجلك..أو صديقك
الذي تغلق في وجهه سماعة التليفون...أو كما حدث مديرك الذي تنفجر غاضبا في وجهه!!
والنتيجة خسارة لا تعوض...


ترويض الغضب.. خطوات عملية ...

من هنا ظهر الإهتمام بأساليب التحكم في الغضب ( Anger Management ) وإنشاء
مراكز ومستشفيات متخصصة في هذا المجال. و قد تم بالفعل التوصل إلى عدة إستراتيجيات
تساعد على إدارة الغضب و ترويضه بما يتبعه من شعور سلبي وتغيرات فسيولوجية، ومن

أهمها:-

1 - الاسترخااااااااء :


هناك طرق عديدة لتعلم كيفية الإسترخاء بدنياً و ذهنياً وإليك بعضاً منها :-
· الاستلقاء على الظهر وإرخاء جميع عضلات الجسم.
· البخور الهادئ والروائح العطرة المفضلة سواء كانت ( زهور – نباتات – شموع ... إلخ ).
· ممارسة تمرينات التنفس ، فيمكنك أخذ نفس عميق جداً من الداخل بحيث يملأ الهواء رئتيك و
صدرك كله ، ثم إخراج النفس من فمك ببطء.
الاستحمام بالماء الدافيء وبعض الأملاح المعطرة، والاستلقاء على الأقل لمدة ربع ساعة.
· النوم الكافي ليلاً عدد الساعات التي يحتاجها جسمك.
· العمل على أخذ راحة خلال فترات العمل المتواصلة و لو خمس دقائق لتقليل الضغط العصبي.
· الاستماع إلى القرآن الكريم بصوت قارئك المفضل وأنت مغمض العينين.
· ذكر الله كثيراً، قال الله تعالى (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
· التأمل والتفكر في خلق الله ومشاهدة جوانب الجمال في كل شئ و لو ربع ساعة يومياً.
· أبتسم كثيرا.
· أغمض عينيك و استعمل خيالك و ارجع بذاكرتك لمكان أو لموقف سبق و جعلك سعيدا.

ممارسة هذه العادات والتمارين يومياً سوف تجعلك تشعر بتحسن كبير.

2 - التواصل :

يميل الأشخاص العصبيون عند المناقشة مع الآخرين إلى القفز إلى النتائج والتوقعات التي
غالباً ما تكون خاطئة وغير دقيقة. فعندما تشعر أن المناقشة بينك وبين الآخرين قد احتدت،
عليك بتهدئة الجو العام ومراقبة ردود أفعالك جيداً.
عندما يحاول شخص ما انتقادك، فمن الطبيعي أن تكون في موضع دفاع ولكن لا تبدأ
بالهجوم على الطرف الآخر. وبدلاً من ذاك وتلك فالأفضل أن تحاول فهم الشخص الذي تحادثه
وسبب انتقاده لك وتعامل معه على هذا الأساس.
قد تحتاج إلى بعض الراحة خلال المناقشة للتنفس وإعادة التفكير ولكن لا تجعل أبداً غضبك
أو غضب الطرف الآخر يفقدك أعصابك وقدرتك على التحكم في المناقشة.



ومن بعض الطرق التي يمكن من خلالها إدارة الحوار بدون غضب:-

· مشاركة الآخرين في حديثهم و ابداء الاهتمام.
· مواجهة الطرف الآخر بما يضايقك بأسلوب لبق.
· ضع حدوداً لكل شخص تتعامل معه لا يتعداها، و كن و اضحاً في هذا.


استخدام روح الفكاهة :

الغضب شعور جاد للغاية و لكنه مصحوب ببعض الأفكار
والاعتقادات التي سوف تجعلك تضحك عليها.تخيل مثلا الشخص
الذي يغضبك مجسداً أمامك في شكل شخصية كارتونية مضحكة
فهذه الطريقة تجعلك مرحاً لا تثار بسهولة ولكن احذر شيئين هامين :-

( أولاً ) لا تكن فظا مستفزاًً، تهوى المداعبات القاسية التي
تغضب الآخرين منك، و تسخر منهم و تستهزئ بهم.

( ثانياً ) لا تسخر من نفسك ومن حياتك، بل من الأفضل استخدام روح الفكاهة
لمواجهتها و التعامل معها و تقبل كل شئ بصدر رحب.

تغيير البيئة:

مع وجود المسؤوليات والأعباء الملقاة على عاتقنا غالباً ما تكون
البيئة المحيطة ذات تأثير كبير على انفعالنا. فمثلاً لا تحاول مناقشة
شخص في مشكلة ما فور عودته مجهد من العمل انتظر على الأقل
15 دقيقة قبل التحدث إليه إلا اذا كان أمراً لا يتحمل التأخير.

وغير ذلك عليك بالنصائح الآتية :-

· محاولة إيجاد البدائل. مثلاً إذا كان الزحام المروري يجعلك غاضباً
و عصبياً يمكنك ركوب أي مواصلة أخرى .

· إذا كنت تعلم أن هناك شخص أو مكان بعينه يجعلك تغضب و
يمكنك تجنبه فابتعد عنه في الحال.

· فكر في اعطاء نفسك اجازة ترتاح فيها مع عائلتك وأشخاص تحبهم
في الأماكن المفضلة لديك.

ممارسة رياضة:

عليك أن تخصص جزء و لو بسيط جداً من وقتك لممارسة بعض
التمرينات الرياضية مثل: السباحة – الجري – تمرينات الأيروبك و
السويدي وأهمها المشي فهو يقلل من الضغط العصبي ويساعدك على التفكير
المنظم.

وأخيراً تذكر دائماً أنه لا يمكنك التخلص تماماً من الشعور بالغضب،
بل يمكنك فقط التحكم في حدته وتحويل طاقة الغضب السلبية بداخلك
إلى سلوك وأفعال ومشاعر إيجابية.

قال الرسول -صلي الله عليه و سلم- ما أصاب مسلما قط هم أو حزن فقال:
" اللهم أني عبدك و ابن عبدك و ابن امتك ناصيتي بيدك ماض
في حكمك عدل في قضاؤك .. أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك و
أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ...
أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي و نور صدري و جلاء حزني و ذهاب همي . "
إلا أذهب الله تعالي همه ، و أبدل مكان حزنه فرحا ... "