الأحد، 19 فبراير 2012

هكذا كنا

حوالى عام 807 م ارسل الخليفة العباسى هارون الرشيد هدبة عجيبة لصديقه شارلمان ملك الفرنجة...

كانت الهدية عبارة عن ساعة ضخمة بإرتفاع حائط الغرفة تتحرك بواسطة قوة مائية ..
عند تمام كل ساعة يسقط منها عدد من الكرات المعدنية بعدد الساعات فوق قاعدة نحاسية ضخمة فيسمع لها رنين موسيقى...


 وفى نفس الوقت يفتح باب من الأبواب الاثنى عشر المؤدية الى داخل الساعة ويخرج منها فارس يدور حول الساعة ثم يعود...
وهكذا فى كل ساعة...



لكن رهبان القصر اعتقدوا ان بها شيطان يحركها, فتربوا بها ليلا وحطموها ......

فمتي سنعود ؟


السبت، 18 فبراير 2012

بيت النمل

هل فكر أحدكم أن يدخل بيت النمل ؟
صدقوني أنها ستكون زيارة مثيرة .. أكثر إثارة من الصعود إلى الفضاء و التجول على القمر

إن النمل حشرة صغيرة جداً لا تزيد على مليمتر و مع ذلك فهي مهندسة معمارية عظيمة ، تبني القلاع و الحصون ، و الغرف و الدهاليز و المخازن ، و تهندس بدرومات كاملة تحت الأرض


و هناك نوع من النمل يمارس الزراعة .. فيزرع نبات عيش الغراب ، و يجلب له السماد من الأوراق المتعفنة .. ثم يحصده عند نضجه و يخزنه في مخازنه


و هناك نوع آخر من النمل .. كيميائي متخصص .. يمضغ الخشب و يحوله إلى نوع من الكرتون ، ثم يبني من هذا الكرتون طرزاً هندسية معمارية عجيبة


و هناك نوع ثالث من النمل الأفريقي يبني بيوتاً تشبه المسلات ، ثم يحقق لها نوعاً من تكييف الهواء بفتح نوافذ سفلية لإدخال الهواء البارد ، و نوافذ علوية لإخراج الهواء الساخن


و يعيش هذا النوع من النمل حياة طبقية عجيبة .. فنجد فيه الملكة و الأميرات و الضباط و لكل منها مساكنه الخاصة ، و باقي الخلية من العمال " البروليتاريا" تشتغل بلقمتها


و هناك نوع آخر من النمل المحارب المقاتل الذي يهجم في جيوش مثل التتار على هذه القصور ، فيقتل الجيش و الحراس ، و يستولي على مخازن الطعام و التموين ، و ينقل البيض و يتعهده في بيته حتى يفقس و يخرج منه النمل الصغير فيجعل منه خدماً و عبيداً في مملكته


و هناك نوع آخر من النمل يعيش على الرعي .. فيرعى قطعاناً من حشرة المن و يحلبها و يعيش على افرازاتها السكرية


و للنمل لغة يتخاطب بها

و بدون هذا التخاطب ما كان يمكن أن يوزع الوظائف و يقيم نظاماً اجتماعيا تتباين فيه الاختصاصيات

و علماء البيولوجيا يقولون لنا إن النمل يتخاطب عن طريق القبلات .. بلغة كيميائية خاصة يفرزها مع اللعاب .. و بدل الحروف المنطوقة .. هناك درجات و انواع مختلفة من المذاق .. و البعض يقول بل هي لغة اشارية خاصة بقرون الاستشعار



و للنملة عقل تدبر به حياتها .. فهي تجمع الطعام في الصيف و تدخره للشتاء .. و تدبر ميزانية مجتمع كبير من النمل بلا عدد في مواجهة ظروف البرد و الجفاف بالغة الصعوبة


و أعجب ما في عالم النمل أن هناك نوعاً يرفض الحياة في مجتمع و نظام و خلايا ! ، و يختار أن يضرب في الآفاق و يهيم .. كل حشرة تهيم وحدها .. تسكن كل ليلة داخل ورقة ذابلة فإذا طلع النهار هجرت مسكنها و رحلت على مسكن آخر


و هكذا تقضي حياتها تتنقل كل ليلة من جرسونيرة إلى جرسونيرة بلا مسئوليات و بلا أعباء ، مثل حياة الهيبيين


عالم مدهش

صدقوني ستتعلمون الكثير إذا دخلتم بيت النمل


د. مصطفـى محمـــود
من كتاب : الشيطان يحكم


من
http://www.readadmires.com/vb/t34121