هل فكر أحدكم أن يدخل بيت النمل ؟
صدقوني أنها ستكون زيارة مثيرة .. أكثر إثارة من الصعود إلى الفضاء و التجول على القمر
إن النمل حشرة صغيرة جداً لا تزيد على مليمتر و مع ذلك فهي مهندسة معمارية عظيمة ، تبني القلاع و الحصون ، و الغرف و الدهاليز و المخازن ، و تهندس بدرومات كاملة تحت الأرض
و هناك نوع من النمل يمارس الزراعة .. فيزرع نبات عيش الغراب ، و يجلب له السماد من الأوراق المتعفنة .. ثم يحصده عند نضجه و يخزنه في مخازنه
و هناك نوع آخر من النمل .. كيميائي متخصص .. يمضغ الخشب و يحوله إلى نوع من الكرتون ، ثم يبني من هذا الكرتون طرزاً هندسية معمارية عجيبة
و هناك نوع ثالث من النمل الأفريقي يبني بيوتاً تشبه المسلات ، ثم يحقق لها نوعاً من تكييف الهواء بفتح نوافذ سفلية لإدخال الهواء البارد ، و نوافذ علوية لإخراج الهواء الساخن
و يعيش هذا النوع من النمل حياة طبقية عجيبة .. فنجد فيه الملكة و الأميرات و الضباط و لكل منها مساكنه الخاصة ، و باقي الخلية من العمال " البروليتاريا" تشتغل بلقمتها
و هناك نوع آخر من النمل المحارب المقاتل الذي يهجم في جيوش مثل التتار على هذه القصور ، فيقتل الجيش و الحراس ، و يستولي على مخازن الطعام و التموين ، و ينقل البيض و يتعهده في بيته حتى يفقس و يخرج منه النمل الصغير فيجعل منه خدماً و عبيداً في مملكته
و هناك نوع آخر من النمل يعيش على الرعي .. فيرعى قطعاناً من حشرة المن و يحلبها و يعيش على افرازاتها السكرية
و للنمل لغة يتخاطب بها
و بدون هذا التخاطب ما كان يمكن أن يوزع الوظائف و يقيم نظاماً اجتماعيا تتباين فيه الاختصاصيات
و علماء البيولوجيا يقولون لنا إن النمل يتخاطب عن طريق القبلات .. بلغة كيميائية خاصة يفرزها مع اللعاب .. و بدل الحروف المنطوقة .. هناك درجات و انواع مختلفة من المذاق .. و البعض يقول بل هي لغة اشارية خاصة بقرون الاستشعار
و للنملة عقل تدبر به حياتها .. فهي تجمع الطعام في الصيف و تدخره للشتاء .. و تدبر ميزانية مجتمع كبير من النمل بلا عدد في مواجهة ظروف البرد و الجفاف بالغة الصعوبة
و أعجب ما في عالم النمل أن هناك نوعاً يرفض الحياة في مجتمع و نظام و خلايا ! ، و يختار أن يضرب في الآفاق و يهيم .. كل حشرة تهيم وحدها .. تسكن كل ليلة داخل ورقة ذابلة فإذا طلع النهار هجرت مسكنها و رحلت على مسكن آخر
و هكذا تقضي حياتها تتنقل كل ليلة من جرسونيرة إلى جرسونيرة بلا مسئوليات و بلا أعباء ، مثل حياة الهيبيين
عالم مدهش
صدقوني ستتعلمون الكثير إذا دخلتم بيت النمل
د. مصطفـى محمـــود
من كتاب : الشيطان يحكم
صدقوني أنها ستكون زيارة مثيرة .. أكثر إثارة من الصعود إلى الفضاء و التجول على القمر
إن النمل حشرة صغيرة جداً لا تزيد على مليمتر و مع ذلك فهي مهندسة معمارية عظيمة ، تبني القلاع و الحصون ، و الغرف و الدهاليز و المخازن ، و تهندس بدرومات كاملة تحت الأرض
و هناك نوع من النمل يمارس الزراعة .. فيزرع نبات عيش الغراب ، و يجلب له السماد من الأوراق المتعفنة .. ثم يحصده عند نضجه و يخزنه في مخازنه
و هناك نوع آخر من النمل .. كيميائي متخصص .. يمضغ الخشب و يحوله إلى نوع من الكرتون ، ثم يبني من هذا الكرتون طرزاً هندسية معمارية عجيبة
و هناك نوع ثالث من النمل الأفريقي يبني بيوتاً تشبه المسلات ، ثم يحقق لها نوعاً من تكييف الهواء بفتح نوافذ سفلية لإدخال الهواء البارد ، و نوافذ علوية لإخراج الهواء الساخن
و يعيش هذا النوع من النمل حياة طبقية عجيبة .. فنجد فيه الملكة و الأميرات و الضباط و لكل منها مساكنه الخاصة ، و باقي الخلية من العمال " البروليتاريا" تشتغل بلقمتها
و هناك نوع آخر من النمل المحارب المقاتل الذي يهجم في جيوش مثل التتار على هذه القصور ، فيقتل الجيش و الحراس ، و يستولي على مخازن الطعام و التموين ، و ينقل البيض و يتعهده في بيته حتى يفقس و يخرج منه النمل الصغير فيجعل منه خدماً و عبيداً في مملكته
و هناك نوع آخر من النمل يعيش على الرعي .. فيرعى قطعاناً من حشرة المن و يحلبها و يعيش على افرازاتها السكرية
و للنمل لغة يتخاطب بها
و بدون هذا التخاطب ما كان يمكن أن يوزع الوظائف و يقيم نظاماً اجتماعيا تتباين فيه الاختصاصيات
و علماء البيولوجيا يقولون لنا إن النمل يتخاطب عن طريق القبلات .. بلغة كيميائية خاصة يفرزها مع اللعاب .. و بدل الحروف المنطوقة .. هناك درجات و انواع مختلفة من المذاق .. و البعض يقول بل هي لغة اشارية خاصة بقرون الاستشعار
و للنملة عقل تدبر به حياتها .. فهي تجمع الطعام في الصيف و تدخره للشتاء .. و تدبر ميزانية مجتمع كبير من النمل بلا عدد في مواجهة ظروف البرد و الجفاف بالغة الصعوبة
و أعجب ما في عالم النمل أن هناك نوعاً يرفض الحياة في مجتمع و نظام و خلايا ! ، و يختار أن يضرب في الآفاق و يهيم .. كل حشرة تهيم وحدها .. تسكن كل ليلة داخل ورقة ذابلة فإذا طلع النهار هجرت مسكنها و رحلت على مسكن آخر
و هكذا تقضي حياتها تتنقل كل ليلة من جرسونيرة إلى جرسونيرة بلا مسئوليات و بلا أعباء ، مثل حياة الهيبيين
عالم مدهش
صدقوني ستتعلمون الكثير إذا دخلتم بيت النمل
د. مصطفـى محمـــود
من كتاب : الشيطان يحكم
من
http://www.readadmires.com/vb/t34121/